الرئيسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بجميع أعضاء وزوار منتديات مكسات
.
كيف حالكم جميعاً ؟!
ان شاء الله بخير ^^
هذا أول موضوع ليـ بالقسم .. ان شاء الله تستفيدون منه ..
..
|[ الرفق واللين .. من صفات المؤمنين .. ]
مُقدمة .. }
الإسلام دين الرفقة والرحمة ، لا دين العنف والنقمة ، حث الله سبحانه وتعالى بـ الرفق بالجميع حتى بالحيوان ..
وذلك يدل أن الرفق والرحمة صفات أساسيات يجب توافرها بين صفاتكـ..
ومما يدل على أهميتها ، أنها صفة من صفات الله عزوجل { عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق ، وإذا أحب الله عبداً أعطاه الرفق ، ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا الخير }
[ رواه مسلم برقم 2592 ] .
الطــرح .. }
أمر الله نبيه أشرف الخلق محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أن يدعوا قومهـ بالرفق واللين ،
أن يدعوهم بالتي هي أحسن ، قال الله تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
[ سورة النحل ، الآية : 125] .
أعطى الله سبحانه وتعالى جميع الأنبياء والرسل هذا الخُلق ، ومنهم نوح عليهـ السلام ،
الذي جلس يدعوا قومه 950 عاما باللين والرفق ، قال الله تعالى :
{ {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ { 105} إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ { 106 } إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ { 107 } فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ { 108 } وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ { 109 }
[ سورة الشعراء ، الآيات : 105 _ 109] .
عندما تتصف بـ هذهـ الصفة ، تشعر بأنك من الطيبين وأنك سعيد لأنك أصبحت ليناً كيف لا وهي صفة
من صفات الله ورسوله محمد عليهـ افضل الصلاة والسلامـ .
فعندما تستعمل الرفق في حل المشاكل تُحل بسهولة ويسر دون حدوث مشاكل .
قال المصطفى عليهـ الصلاة والسلامـ { إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه }
[ رواهـ مسلم برقم 2594 ] .
سؤال اطرحهـ على نفسكـ .. }
هل لدي هذهـ الصفة ؟! هل سيكرمني الله بها ؟! أم أني سوف أكون من الأشقياء ؟! هل أنا شقي ؟!
هل أقبل أن أكون من الأشقياء ؟! لماذا لا أحسن خلقي ابتداءً من اليوم ؟!
لا يوجد ما يمنع ولا يكلفني سوى الصبر وسوف أعتاد على هذا .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت الصادق المصدوق صاحب هذه الحجرة أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: { لا تُنزع الرحمة إلا من شقي }
[ رواه أبو داود برقم 4942 والترمذي برقم 1924 ] .
هذا هو الحلم ، أحد الأخلاق الطيبة التي يتمتع بها المسلمون الطيبون ،
يبذلون ما يستطيعون ليحسنوا من أخلاقهم ، يفعلون ما بوسعهم ليتصفوا بصفة من أحسن الصفات ،
صفة وردت في القرآن والسنة النبوية ، فما أحسنها من صفة .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
{ ليس الشديد بالصرعة ، إما الشديد الذي يملك نفسهـ عند الغضب }
[ رواهـ البخاري برقم 6114 ورواهـ مسلم برقم 2609 ] .
ويدل هذا الحديث أنهـ يجب على المسلم الصبر والرفق في لحظات الغضب ، فالقوة ليست هي قوة البدن
بل إن القوة الحقيقة هي ضبط النفس والتحلي بالصبر عند الغضب .
قصة قصيرة .. }
جاء بنو عبد قيس إلى المدينة وافدين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولشدة شوقهم لمقابلته ولقائهـ صلى الله عليه وسلم استعجلوا المجيء إليهـ ،
أما المنذر الأشج فنزل أولاً في منزلٍ له ، ثم اغتسل ولبس الثياب البيض ،
ثم دخل المسجد فصلى ركعتين ودعا فقصد النبي صلى الله عليه وسلمـ
فأثنى عليه الصلاة والسلام على موقفهـ وقال لهـ :
{ عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد قيس : { إنّ فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة }
[ رواهـ مسلم في صحيحه برقم 18 ] .
فقال الأشج رضي الله عنه : يا رسول الله ! أنا تخلقتهما أو جبلني الله عليهما ؟
فقال صلى الله عليه وسلم { بل جبلك الله عليهما }
فقال الأشج رضي الله عنه : الحمدلله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله .
تكملة الطرح .. }
نستنتج من القصة أن الحلم والتأني خصلتين جميلتين يحبهما الله ورسولهـ ، فعلينا بها .
والرحمة فرع مهم بل هي الأساس فـ الرفق ، يجب على المسلم أن يرحم أخيهـ المسلم ،
فلا يؤذيهـ ولا يضرهـ بشيء بغير حق وأن يرحم الحيوانات ولا يعذبها .
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
{ عُذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً فدخلت فيها النار ، قال : فقال والله أعلم لا أنتِ أطعمتها ولا سقيتها حين حبستها ولا أنتِ أرسلتها فأكلت من خشاشِ الأرض }
[ صحيح الإمام البخاري - رحمه الله - برقم 2236 ] .
عذبت المرأة الهرة فعذبها الله بسبب قساوتها ، وعدم حلمها ورحمتها ، -> كما تدين تدان <- .
نذهب إلى قصة موسى وهارون ، عندما أمرهما الله بالذهاب إلى فرعون وإرشادهـ إلى الطريق
الصحيح باللِّين والقول الحسن ، قال الله تعالى :
{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى { 43 } فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
[ سورة طه 43 ـ 44 ] .
وقصة إبراهيم عليه السلامـ ، عندما ذهب إلى أبيه راجياً من الله أن يترك عبادة الأصنام ويتجهـ إلى الله تعالى
فلم يأمرهـ ولم يغضب ، بل جاء بالقول اللين ، فقال سبحانه :
{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا { 42 } يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا { 43 } يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا { 44 } يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا { 45 } }
[ سورة مريم 42 ـ 45 ] .
عندما تصبح من الذين يرحمون ويرأفون ، يكفيك فخرأ أنها من صفات النبي صلى الله عليه وسلم ،
يكفيك أنها صفة من صفات أحسن الخلق ، فـ تلك الصفات لها منافعها كـ حُب الناس لكـ ، احترامكـ ، معاملتك بالطريقة التي تتعامل بها ، كما أنك تؤجر عليها مع أنها لا تكلفك الكثير .
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }
[ سورة التوبة: 128] .
وقال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }
[ سورة الأنبياء: 107 ] .
قصة قصيرة .. }
هذهـ القصة تحكي عن مدى حِلم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :
كان لعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما مزرعة في المدينة مجاورة لمزرعة يملكها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
وذات يوم دخل عمّال مزرعة معاوية إلى مزرعة ابن الزبير ،
فغضب ابن الزبير وكتب لمعاوية في دمشق ، وقد كان بينهما عداوة :
[ من عبدالله ابن الزبير إلى معاوية [ ابن هند آكلة الأكباد ] أما بعد ...
فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي فمرهم بالخروج منها ، أو فو الذي لا إله إلا هو ليكوننّ لي معك شأن ]
فوصلت الرسالة لمعاوية رضي الله عنه وكان من أحلم الناس فقرأها ، ثم قال لابنه يزيد :
ما رأيك في ابن الزبير أرسل لي يهددني ؟!
فقال له ابنه يزيد : أرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه .
فقال معاوية : بل خيرٌ من ذلك زكاة وأقرب رحما .
فكتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما يقول فيها :
[ من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن الزبير [ ابن أسماء ذات النطاقين ]
أما بعد ...
فو الله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلمتها إليك
ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك
فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك
فإن جنّة الله عرضها السموات والأرض ] .
فلما قرأ ابن الزبير الرسالة بكى حتى بلها بالدموع
وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه وقال له :
لا أعدمك الله حلماً أحلك في قريش هذا المحل .
طرح تعبيري .. }
الحلم صفة جميلة ، يتصف بها كل من آمن بالله ورسولهـ ، وكل من قرأ عنها وأحبها ،
فبالتأكيد الكل يحب أن يُتعامل بطريقة لينة ، فإن أردت ذلكـ فاتصف بهذهـ الصفة كي يعاملك الناس بها كما تعاملهم بها .
فلو يعرف الناس كم لها من الأجر لما بقيَ شخص على الأرض إلا واتصف بها ، أتحب أن تزيد من حسناتكـ .! كُن قدوة لغيركـ، دعِ الآخرين يتصفون بهذهـ الصفهـ وأعطهم انطباعاً جيد بتصرفكـ اللين وبرفقك بهم وبغيرهم .
فما أجمل أن تكون محبوباً من قِبلِ الله ثم من قِبلِ الناس .
قال الله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم }
[ سورة القلم ، آية 4 ] .
تكملة الطرح .. }
كان النبي صلى الله أرفق الناس وألينهم ، أتى إليه أعرابي وطلب منه عطاءً ، وأغلظ له في القول ،
فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه ثم أعطاهـ حمولة جملين من الطعام والشراب ،
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين ويقبلهما ويحملهما على كتفه .
وتحكي السيدة عائشة - رضي الله عنها - عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً ،
فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنتَهَك حُرمةُ الله ؛ فينتقم لله تعالى [ متفقٌ عليه ] .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه : { يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا }
[ متفقٌ عليه ] .
حِكَمـْ و أمْثَالْ .. }
[ الكلمة الطيبة جوازُ مرور إلى كل القلوب ] .
[ الكلام اللين يغلب الحق البيّن ] .
[ وإذا الصديق قسا عليك بجهلهـِ ، فاصفح لأجل الودِّ ليسَ لأجلهـِ ] .
[ كُن كالنخيل عن الأحقاد مُرتفِعا ، يرمى بصخرٍ فيلقي أطيب الثمرِ ] .
[ العلم مفتاح الحلم ، ولين الكلام مفتاح القلوب ] .
خِتاماً .. }
قال صلى الله عليه وسلم : { إنّ من خياركم ، أحسنكم أخلاقا }
[ متفقٌ عليه ] .
وقال تعالى : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[ سورة آل عمران الآيه 134 ] .
..
وأخيراً أتمنى أن يكون الموضوع قد حاز على رضاكم
والحمـدلله رب العـالمين .
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات مكسات
Katsura
نلقاكم على خير ^^ ~
..
أهلا بجميع أعضاء وزوار منتديات مكسات
.كيف حالكم جميعاً ؟!
ان شاء الله بخير ^^
هذا أول موضوع ليـ بالقسم .. ان شاء الله تستفيدون منه ..
..|[ الرفق واللين .. من صفات المؤمنين .. ]
مُقدمة .. }
الإسلام دين الرفقة والرحمة ، لا دين العنف والنقمة ، حث الله سبحانه وتعالى بـ الرفق بالجميع حتى بالحيوان ..
وذلك يدل أن الرفق والرحمة صفات أساسيات يجب توافرها بين صفاتكـ..
ومما يدل على أهميتها ، أنها صفة من صفات الله عزوجل { عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق ، وإذا أحب الله عبداً أعطاه الرفق ، ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا الخير }
[ رواه مسلم برقم 2592 ] .
الطــرح .. }
أمر الله نبيه أشرف الخلق محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أن يدعوا قومهـ بالرفق واللين ،
أن يدعوهم بالتي هي أحسن ، قال الله تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
[ سورة النحل ، الآية : 125] .
أعطى الله سبحانه وتعالى جميع الأنبياء والرسل هذا الخُلق ، ومنهم نوح عليهـ السلام ،
الذي جلس يدعوا قومه 950 عاما باللين والرفق ، قال الله تعالى :
{ {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ { 105} إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ { 106 } إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ { 107 } فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ { 108 } وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ { 109 }
[ سورة الشعراء ، الآيات : 105 _ 109] .
عندما تتصف بـ هذهـ الصفة ، تشعر بأنك من الطيبين وأنك سعيد لأنك أصبحت ليناً كيف لا وهي صفة
من صفات الله ورسوله محمد عليهـ افضل الصلاة والسلامـ .
فعندما تستعمل الرفق في حل المشاكل تُحل بسهولة ويسر دون حدوث مشاكل .
قال المصطفى عليهـ الصلاة والسلامـ { إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه }
[ رواهـ مسلم برقم 2594 ] .
سؤال اطرحهـ على نفسكـ .. }
هل لدي هذهـ الصفة ؟! هل سيكرمني الله بها ؟! أم أني سوف أكون من الأشقياء ؟! هل أنا شقي ؟!
هل أقبل أن أكون من الأشقياء ؟! لماذا لا أحسن خلقي ابتداءً من اليوم ؟!
لا يوجد ما يمنع ولا يكلفني سوى الصبر وسوف أعتاد على هذا .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت الصادق المصدوق صاحب هذه الحجرة أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: { لا تُنزع الرحمة إلا من شقي }
[ رواه أبو داود برقم 4942 والترمذي برقم 1924 ] .
هذا هو الحلم ، أحد الأخلاق الطيبة التي يتمتع بها المسلمون الطيبون ،
يبذلون ما يستطيعون ليحسنوا من أخلاقهم ، يفعلون ما بوسعهم ليتصفوا بصفة من أحسن الصفات ،
صفة وردت في القرآن والسنة النبوية ، فما أحسنها من صفة .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
{ ليس الشديد بالصرعة ، إما الشديد الذي يملك نفسهـ عند الغضب }
[ رواهـ البخاري برقم 6114 ورواهـ مسلم برقم 2609 ] .
ويدل هذا الحديث أنهـ يجب على المسلم الصبر والرفق في لحظات الغضب ، فالقوة ليست هي قوة البدن
بل إن القوة الحقيقة هي ضبط النفس والتحلي بالصبر عند الغضب .
قصة قصيرة .. }
جاء بنو عبد قيس إلى المدينة وافدين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولشدة شوقهم لمقابلته ولقائهـ صلى الله عليه وسلم استعجلوا المجيء إليهـ ،
أما المنذر الأشج فنزل أولاً في منزلٍ له ، ثم اغتسل ولبس الثياب البيض ،
ثم دخل المسجد فصلى ركعتين ودعا فقصد النبي صلى الله عليه وسلمـ
فأثنى عليه الصلاة والسلام على موقفهـ وقال لهـ :
{ عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد قيس : { إنّ فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة }
[ رواهـ مسلم في صحيحه برقم 18 ] .
فقال الأشج رضي الله عنه : يا رسول الله ! أنا تخلقتهما أو جبلني الله عليهما ؟
فقال صلى الله عليه وسلم { بل جبلك الله عليهما }
فقال الأشج رضي الله عنه : الحمدلله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله .
تكملة الطرح .. }
نستنتج من القصة أن الحلم والتأني خصلتين جميلتين يحبهما الله ورسولهـ ، فعلينا بها .
والرحمة فرع مهم بل هي الأساس فـ الرفق ، يجب على المسلم أن يرحم أخيهـ المسلم ،
فلا يؤذيهـ ولا يضرهـ بشيء بغير حق وأن يرحم الحيوانات ولا يعذبها .
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
{ عُذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً فدخلت فيها النار ، قال : فقال والله أعلم لا أنتِ أطعمتها ولا سقيتها حين حبستها ولا أنتِ أرسلتها فأكلت من خشاشِ الأرض }
[ صحيح الإمام البخاري - رحمه الله - برقم 2236 ] .
عذبت المرأة الهرة فعذبها الله بسبب قساوتها ، وعدم حلمها ورحمتها ، -> كما تدين تدان <- .
نذهب إلى قصة موسى وهارون ، عندما أمرهما الله بالذهاب إلى فرعون وإرشادهـ إلى الطريق
الصحيح باللِّين والقول الحسن ، قال الله تعالى :
{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى { 43 } فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
[ سورة طه 43 ـ 44 ] .
وقصة إبراهيم عليه السلامـ ، عندما ذهب إلى أبيه راجياً من الله أن يترك عبادة الأصنام ويتجهـ إلى الله تعالى
فلم يأمرهـ ولم يغضب ، بل جاء بالقول اللين ، فقال سبحانه :
{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا { 42 } يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا { 43 } يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا { 44 } يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا { 45 } }
[ سورة مريم 42 ـ 45 ] .
عندما تصبح من الذين يرحمون ويرأفون ، يكفيك فخرأ أنها من صفات النبي صلى الله عليه وسلم ،
يكفيك أنها صفة من صفات أحسن الخلق ، فـ تلك الصفات لها منافعها كـ حُب الناس لكـ ، احترامكـ ، معاملتك بالطريقة التي تتعامل بها ، كما أنك تؤجر عليها مع أنها لا تكلفك الكثير .
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }
[ سورة التوبة: 128] .
وقال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }
[ سورة الأنبياء: 107 ] .
قصة قصيرة .. }
هذهـ القصة تحكي عن مدى حِلم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :
كان لعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما مزرعة في المدينة مجاورة لمزرعة يملكها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
وذات يوم دخل عمّال مزرعة معاوية إلى مزرعة ابن الزبير ،
فغضب ابن الزبير وكتب لمعاوية في دمشق ، وقد كان بينهما عداوة :
[ من عبدالله ابن الزبير إلى معاوية [ ابن هند آكلة الأكباد ] أما بعد ...
فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي فمرهم بالخروج منها ، أو فو الذي لا إله إلا هو ليكوننّ لي معك شأن ]
فوصلت الرسالة لمعاوية رضي الله عنه وكان من أحلم الناس فقرأها ، ثم قال لابنه يزيد :
ما رأيك في ابن الزبير أرسل لي يهددني ؟!
فقال له ابنه يزيد : أرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه .
فقال معاوية : بل خيرٌ من ذلك زكاة وأقرب رحما .
فكتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما يقول فيها :
[ من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن الزبير [ ابن أسماء ذات النطاقين ]
أما بعد ...
فو الله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلمتها إليك
ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك
فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك
فإن جنّة الله عرضها السموات والأرض ] .
فلما قرأ ابن الزبير الرسالة بكى حتى بلها بالدموع
وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه وقال له :
لا أعدمك الله حلماً أحلك في قريش هذا المحل .
طرح تعبيري .. }
الحلم صفة جميلة ، يتصف بها كل من آمن بالله ورسولهـ ، وكل من قرأ عنها وأحبها ،
فبالتأكيد الكل يحب أن يُتعامل بطريقة لينة ، فإن أردت ذلكـ فاتصف بهذهـ الصفة كي يعاملك الناس بها كما تعاملهم بها .
فلو يعرف الناس كم لها من الأجر لما بقيَ شخص على الأرض إلا واتصف بها ، أتحب أن تزيد من حسناتكـ .! كُن قدوة لغيركـ، دعِ الآخرين يتصفون بهذهـ الصفهـ وأعطهم انطباعاً جيد بتصرفكـ اللين وبرفقك بهم وبغيرهم .
فما أجمل أن تكون محبوباً من قِبلِ الله ثم من قِبلِ الناس .
قال الله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم }
[ سورة القلم ، آية 4 ] .
تكملة الطرح .. }
كان النبي صلى الله أرفق الناس وألينهم ، أتى إليه أعرابي وطلب منه عطاءً ، وأغلظ له في القول ،
فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه ثم أعطاهـ حمولة جملين من الطعام والشراب ،
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين ويقبلهما ويحملهما على كتفه .
وتحكي السيدة عائشة - رضي الله عنها - عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً ،
فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنتَهَك حُرمةُ الله ؛ فينتقم لله تعالى [ متفقٌ عليه ] .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه : { يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا }
[ متفقٌ عليه ] .
حِكَمـْ و أمْثَالْ .. }
[ الكلمة الطيبة جوازُ مرور إلى كل القلوب ] .
[ الكلام اللين يغلب الحق البيّن ] .
[ وإذا الصديق قسا عليك بجهلهـِ ، فاصفح لأجل الودِّ ليسَ لأجلهـِ ] .
[ كُن كالنخيل عن الأحقاد مُرتفِعا ، يرمى بصخرٍ فيلقي أطيب الثمرِ ] .
[ العلم مفتاح الحلم ، ولين الكلام مفتاح القلوب ] .
خِتاماً .. }
قال صلى الله عليه وسلم : { إنّ من خياركم ، أحسنكم أخلاقا }
[ متفقٌ عليه ] .
وقال تعالى : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[ سورة آل عمران الآيه 134 ] .
..
وأخيراً أتمنى أن يكون الموضوع قد حاز على رضاكم
والحمـدلله رب العـالمين .
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات مكسات
Katsura نلقاكم على خير ^^ ~
..