المقدمة
هذه الصحوة المباركة بما فيها من أعداد كثيرة مقبلة على الخير، ومن أعمال جليلة عظيمة، لها أثرها الكبير في مجتمع المسلمين، وبما تبعث من أمل في النفوس بمستقبل زاهر ، يؤمَل ويرجى أن يكون قريباً لهذه الأمة، لهذا كله حق على كل غيور على دين الله ، ومحب للخير والخيِّرين الصالحين، حق عليه أن يرعى هذه المسيرة ، وأن يباركها ، وأن لا ينساها من كل ما يعين على تصحيح المسيرة ، وعلى تكميل جوانب الخير الذي بدأت بوادره، فإن المقصد هنا هو أن يكون من بيننا ، من ينبِّه ، ويوجه ، ويفتح الحوار الذي نحن في حاجة ماسّة إليه، نحن في الحقيقة في حاجة إلى الحوار والتناصح، وذلك لأمور ومنافع عديدة :
الجولة الأولى : أسباب التناصح
السبب الأول : أنه مطلب شرعي ؛ فإن التناصح من دين الله - سبحانه وتعالى - . والله - جل وعلا - وصف المؤمنين والمؤمنات بأنهم { بعضهم من بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } وقال - صلى الله عليه وسلم - ( الدين النصيحة ) وفي حديث جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - أنه قال : " بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام فزادني والنصح لكل مسلم " . هذا المعنى الشرعي يجعلنا نحرص على أن نتواصى بالحق والصبر ، وعلى أن نتناصح فيما بيننا .
السبب الثاني : النصح عندما يأتي من محب مخلص ، يؤتي ثماره ، ويحقق آثاره، ويكون نقد تصحيح ، لا نقد تجريح، وينتفع به الناصح والمنصوح بإذن الله - سبحانه وتعالى -، لأن الذي ينطلق من منطلق يقصد به الخير ، ويأخذ الوسيلة المشروعة، ويلتزم أدب الإسلام ، ويتحدث بحجة الدليل؛ لا شك أن أثر حديثه - وإن كان نقداً أو نصيحةً – يكون له أثر محمود للناصح والمنصوح ، أجراً ومثوبة ، وتصويباً وتصحيحاً .
السبب الثالث : أن هذا الحوار والتناصح يسد الباب على أصحاب الأغراض ، الذين يتربصون بالخير وأهله الدوائر، يتلمّسون عثرتهم ، ويترقبون زلتهم، ليدخلوا من باب الحوار ، ومن باب التناصح ، ومن باب لزوم بيان الخطأ .
من هذه المداخل يدخلون ، لكن بنيات غير محمودة ، وبأساليب غير مشروعة، فإذا بهم يكبرون الخطأ الصغير ، ويشيعون الزلة العابرة ، بل يزيدون من عندهم اختلاقاً وافتراءً ، ويلبّسون ويزيّفون الحقائق ، قصداً وتضليلاً ؛ فإذا نحن فتحنا الحوار ، وذكرنا ما عندنا ، وما قد يحصل بيننا ، وكلنا ذلك الرجل ( كل ابن آدم خطّاء وخير الخطاءون التوابون ) كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإن ذلك يسد ويقطع الطريق على الدخيل ، الذي له مقاصد ومآرب شتى .
السبب الرابع : أن هذا الحوار والتناصح في الحقيقة ؛ هو تقييم للمسيرة، وتصحيح للخطأ ، ويكمل من خلالها النقص، وتزول بواسطته أسباب الخلاف ، وتتضح عبره الرؤية ، وهو أول طريق بإذن الله - سبحانه وتعالى - لكثير من الخير لأن الاعتراف بوجود النقص ، أو الخلل هو أول خطوة للإصلاح ، أما عندما يظن المرء نفسه غير مخطئ ، فما الذي يدعوه إلى النظر في سلوكه ، أو التأمل في أفعاله ، وإذا ظن نفسه مصيباً ، ولكن الناس من حوله يحبونه ويخلصون له ، ويوافقونه على الخير الذي هو عليه ، إن لم يكن منهم أمرٌ بمعروف ، و نهي عن منكر؛ فإن ذلك يبقي الخطأ والنقص على ما هو عليه ، ونحن من واقع المحبة ، والرغبة الصادقة ، في أن يكون المسلمون الملتزمون بدينهم مثالاً قريباً من الكمال، لأن الكمال لا يدرك شأوه ، وأن يكونوا أيضاً نموذجاً يحتذى ولا أن يكون في ظواهرهم من أقوال أو أفعال ، ما يعتبر مأخذ لآخذ سوء من جاهل أو مبغض وهذا هو المقصد الأهم .
السبب الخامس : هذه الصحوة فضل من الله كبير ، ونعمة عظمى ، فلا بد من الحفاظ عليها ، ومن هذا المنطلق جاء هذا الموضوع وهذا الحوار .
ووقفة أخرى : معلوم أن الحوار يكون بين متحاورين ، والدرس في غالب الأمر يكون من طرف واحد ، ولكنني أحب أن أشير إلى أن الحوار موصولٌ، ونظراً لما قد يكون في الموضوع من مسائل ونقاط كثيرة ؛ فإنه لن تكون هناك أسئلة في آخر الدرس، بل سنجعل ما يرد من الأسئلة في هذا الدرس وبعده من المشاركات أو الاعتراضات أو الاقتراحات نجعلها موضوع لدرس لاحق ، يتحقق به الحوار والمشاركة ، وبحسب ما يرد يكون العنوان ، فإما أن يكون هادئاً ، أو يكون ساخناً، ولكن على أي وجه من الوجوه ؛ فإن قصد الخير ، واتباع الأسلوب المشروع هو الذي يكفل بإذن الله - سبحانه وتعالى - الفائدة والمنفعة المرجوة .
هذه الصحوة المباركة بما فيها من أعداد كثيرة مقبلة على الخير، ومن أعمال جليلة عظيمة، لها أثرها الكبير في مجتمع المسلمين، وبما تبعث من أمل في النفوس بمستقبل زاهر ، يؤمَل ويرجى أن يكون قريباً لهذه الأمة، لهذا كله حق على كل غيور على دين الله ، ومحب للخير والخيِّرين الصالحين، حق عليه أن يرعى هذه المسيرة ، وأن يباركها ، وأن لا ينساها من كل ما يعين على تصحيح المسيرة ، وعلى تكميل جوانب الخير الذي بدأت بوادره، فإن المقصد هنا هو أن يكون من بيننا ، من ينبِّه ، ويوجه ، ويفتح الحوار الذي نحن في حاجة ماسّة إليه، نحن في الحقيقة في حاجة إلى الحوار والتناصح، وذلك لأمور ومنافع عديدة :
الجولة الأولى : أسباب التناصح
السبب الأول : أنه مطلب شرعي ؛ فإن التناصح من دين الله - سبحانه وتعالى - . والله - جل وعلا - وصف المؤمنين والمؤمنات بأنهم { بعضهم من بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } وقال - صلى الله عليه وسلم - ( الدين النصيحة ) وفي حديث جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - أنه قال : " بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام فزادني والنصح لكل مسلم " . هذا المعنى الشرعي يجعلنا نحرص على أن نتواصى بالحق والصبر ، وعلى أن نتناصح فيما بيننا .
السبب الثاني : النصح عندما يأتي من محب مخلص ، يؤتي ثماره ، ويحقق آثاره، ويكون نقد تصحيح ، لا نقد تجريح، وينتفع به الناصح والمنصوح بإذن الله - سبحانه وتعالى -، لأن الذي ينطلق من منطلق يقصد به الخير ، ويأخذ الوسيلة المشروعة، ويلتزم أدب الإسلام ، ويتحدث بحجة الدليل؛ لا شك أن أثر حديثه - وإن كان نقداً أو نصيحةً – يكون له أثر محمود للناصح والمنصوح ، أجراً ومثوبة ، وتصويباً وتصحيحاً .
السبب الثالث : أن هذا الحوار والتناصح يسد الباب على أصحاب الأغراض ، الذين يتربصون بالخير وأهله الدوائر، يتلمّسون عثرتهم ، ويترقبون زلتهم، ليدخلوا من باب الحوار ، ومن باب التناصح ، ومن باب لزوم بيان الخطأ .
من هذه المداخل يدخلون ، لكن بنيات غير محمودة ، وبأساليب غير مشروعة، فإذا بهم يكبرون الخطأ الصغير ، ويشيعون الزلة العابرة ، بل يزيدون من عندهم اختلاقاً وافتراءً ، ويلبّسون ويزيّفون الحقائق ، قصداً وتضليلاً ؛ فإذا نحن فتحنا الحوار ، وذكرنا ما عندنا ، وما قد يحصل بيننا ، وكلنا ذلك الرجل ( كل ابن آدم خطّاء وخير الخطاءون التوابون ) كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإن ذلك يسد ويقطع الطريق على الدخيل ، الذي له مقاصد ومآرب شتى .
السبب الرابع : أن هذا الحوار والتناصح في الحقيقة ؛ هو تقييم للمسيرة، وتصحيح للخطأ ، ويكمل من خلالها النقص، وتزول بواسطته أسباب الخلاف ، وتتضح عبره الرؤية ، وهو أول طريق بإذن الله - سبحانه وتعالى - لكثير من الخير لأن الاعتراف بوجود النقص ، أو الخلل هو أول خطوة للإصلاح ، أما عندما يظن المرء نفسه غير مخطئ ، فما الذي يدعوه إلى النظر في سلوكه ، أو التأمل في أفعاله ، وإذا ظن نفسه مصيباً ، ولكن الناس من حوله يحبونه ويخلصون له ، ويوافقونه على الخير الذي هو عليه ، إن لم يكن منهم أمرٌ بمعروف ، و نهي عن منكر؛ فإن ذلك يبقي الخطأ والنقص على ما هو عليه ، ونحن من واقع المحبة ، والرغبة الصادقة ، في أن يكون المسلمون الملتزمون بدينهم مثالاً قريباً من الكمال، لأن الكمال لا يدرك شأوه ، وأن يكونوا أيضاً نموذجاً يحتذى ولا أن يكون في ظواهرهم من أقوال أو أفعال ، ما يعتبر مأخذ لآخذ سوء من جاهل أو مبغض وهذا هو المقصد الأهم .
السبب الخامس : هذه الصحوة فضل من الله كبير ، ونعمة عظمى ، فلا بد من الحفاظ عليها ، ومن هذا المنطلق جاء هذا الموضوع وهذا الحوار .
ووقفة أخرى : معلوم أن الحوار يكون بين متحاورين ، والدرس في غالب الأمر يكون من طرف واحد ، ولكنني أحب أن أشير إلى أن الحوار موصولٌ، ونظراً لما قد يكون في الموضوع من مسائل ونقاط كثيرة ؛ فإنه لن تكون هناك أسئلة في آخر الدرس، بل سنجعل ما يرد من الأسئلة في هذا الدرس وبعده من المشاركات أو الاعتراضات أو الاقتراحات نجعلها موضوع لدرس لاحق ، يتحقق به الحوار والمشاركة ، وبحسب ما يرد يكون العنوان ، فإما أن يكون هادئاً ، أو يكون ساخناً، ولكن على أي وجه من الوجوه ؛ فإن قصد الخير ، واتباع الأسلوب المشروع هو الذي يكفل بإذن الله - سبحانه وتعالى - الفائدة والمنفعة المرجوة .