مـــرحــــباً بــــكــــم فـ شــبـــكـــة ومــنـــتـــديـــات شـــيــكـــاغــــو

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

chicago.gid3an استمتع بـ اقوي الحصريات اغاني عربي / اغاني انجلش/ اغاني راب / افلام عربي / افلام اجنبي


2 مشترك

    ما مدى شجاعتك

    i dont speak
    i dont speak
    عـضـو مـهـم
    عـضـو مـهـم


    عدد المساهمات : 110
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009

    ما مدى شجاعتك Empty ما مدى شجاعتك

    مُساهمة من طرف i dont speak الخميس يونيو 04, 2009 4:33 pm


    ما مدى شجاعتك 52037

    على مقعد في تلك الحديقة الهادئة ، كان الثلاثة يتهامسون بجدية حينا و ينخرطون في ضحك جماعي حينا آخر ! و كان (يوسف) هو من يتكلم كثيرا بينما يكتفي الآخران بالإنصات والضحك. كانوا يحيكون خطة للإيقاع بـهشام الذي يراهن دائما أنه أشجع وأقوى شاب على وجه البسيطة !

    وفي اليوم التالي ، خرجوا من محاضرة في الرياضيات و وقفوا - غير بعيد عن الباب - يرقبون الأفواج الآدمية المتدفقة من المدرّج وينتظرون ظهور (هشام) ليشرعوا في خطتهم التي راجعوها مرارا حتى حفظوها عن ظهر قلب.

    و لما ظهر "الرجل الشجاع" بدأت القصة..

    حياهم (هشام) مبتسما ابتسامته العريضة التي تكاد تتعدى وجهه ! فاستقبله الثلاثة بمرح و نشاط غير عاديين ! تحدثوا في البداية عن ملل المحاضرة وعن الأستاذ الذي يكره الطلبة ويريد لهم الهلاك و التشرد ! ثم بدأ (يوسف) الكلام و أدار دفته ببطء حتى أخذ يحكي لهم عن فلم رعب - وهمي - شاهده البارحة ، تدور أحداثه ليلا في مقبرة مخيفة ! ثم تساءل بعدها - بتهكم - عن الذي يستطيع أن يعيش نفس التجربة في المقبرة الخارجة عن المدينة ؟ وغمز بعينه من حيث لم يره (هشام) !

    نظر الكل إلى هذا الأخير الذي بدا عليه الارتباك وقد التفت متظاهرا بالانشغال ، فسخر منه (أمين) واتهمه بادّعاء الشجاعة و بأنه مجرد كذّاب و محبّ للشهرة ! و كما كان متوقعا ، اغتاظ (هشام) و احمرّ وجهه و هو يدفع صدره للأمام و قبل التحدي فورا ! فصفق (أمين) بمرح جنوني مفتعل في حين تظاهر (عادل) بالامتعاض و الملل ، و عيّر (هشام) بالعجز قبل أن ينسحب متعللا بموعد هام !.. فزاد هذا من حنق (هشام) الذي أقسم ليفعلنّ ما قاله (يوسف) !

    و مساء ذلك اليوم ، اجتمع الأربعة بنفس الحديقة و اتفقوا على كل شيء..

    مع منتصف الليل ، ستأخذهم سيارة أجرة إلى تلك المنطقة بحيث يبقون بعيدين عن المقبرة. و سيذهب (هشام) لوحده و يدخل إلى هناك حتى يتوغل وسط القبور ! ولإثبات أنه فعل المطلوب عليه دقّ وتد بالأرض كي يتأكد الآخرون - في الصباح - من صدقه. و ليعترفوا أنه شجاع فعلا و لا يُشق له غبار ، كما يدّعي !


    * * *

    ربع ساعة بعد منتصف الليل..

    لازالت السيارة تشق طريقها المظلم - في صمت - إلى آخر مكان يرغب أي إنسان في الذهاب إليه !

    كانوا يتبادلون النظرات الجانبية و يبتسمون بنشوة لِما ينتظرهم من تشويق. أما (هشام) أو "الرجل الشجاع" - كما يسمونه - فكان صامتا كالقبر ، شارد الذهن ، ينظر إلى شيء وهمي أمامه ! ولم يلمه أحدهم على ذلك.

    و بعد وقت وجيز صاح (يوسف) في السائق أن حسبك و قال لهشام بأنهم سينتظرونه هناك و أن بسم الله ابدأ !

    ترجّل (هشام) ببطء من العربة العجوز التي تئن وسط الظلام الساكن ، وألقى نظرة أخيرة على أصحابه الذين كانوا بين ضاحك و مبتسم و متشكك !

    أخرج مصباحا يدويا وانطلق في طريقه المهجور إلى حيث مرقد الأموات !

    ترجلوا بدورهم من السيارة و وقفوا تحت شجرة بجانبها ، يشيعونه بنظراتهم وهو يبتعد بحذر.. حتى اختفى تماما !


    * * *


    ما مدى شجاعتك ؟


    * * *

    ضحك السائق بعد أن أشعل سيجارة ثم أسند مرفقه إلى سطح العربة وقال بأنه فهم ما يريدون ولكنه شيء خطر ولا يعلم المسكين ما ينتظره هناك ! فردّ عليه (يوسف) أنه تحدّ فقط و هو من قبله و رحب به عن طيب خاطر.

    وهكذا مضى الوقت و هم يدردشون ويتكلمون هنا وهناك حتى سمعوا الصرخة !

    كانت صرخة استغاثة طويلة رهيبة ! عرفوا صاحبها فورا ، فهرعوا إلى السيارة التي ولجها السائق بلهفة وانطلق بها إلى مصدر الصرخة.. الذي يعلمونه كلهم !


    * * *

    وصلوا إلى باب المقبرة ، وانفتحت الأبواب قبل أن تسكن العربة. ترجلوا بوجل و أمارات الرعب بادية على وجوههم !

    قد توقف الصراخ ، لكنهم يسمعون صوت بكاء خفيض !

    اقتربوا بحذر وهم ينظرون إلى بعضهم بذعر و نادوا على (هشام) متجاوزين البوابة ، يتقدمهم (أمين) !


    * * *


    ما مدى شجاعتك ؟


    * * *

    كان (هشام) ملقى على الأرض ! منهارا ، يبكي و يمسح عينيه بتوتر !

    انتصب مكانه ما إن رآهم وأطلق جام غضبه عليهم ! سبهم وقال أشياء لا معنى لها قبل أن يبتعد غير عابئ بتهدئتهم ولا بأسئلتهم الكثيفة وهم يتبعون خطواته السريعة !

    صاح (عادل) متسائلا لما انتبه إلى أن (هشام) بلا معطف ! لكن هذا لم يُبالِ و واصل هرولته العنيفة ، وبعصبية ركب السيارة التي تنتظر و ركبوا من بعده.. و انطلقت السيارة !


    * * *

    استطاع السائق الشاب أن يهدئ قليلا من روع (هشام) وهو يربت على كتفه و يمازحه. أما هو فكان ينظر إلى الظلام من خلال النافذة ، متجاهلا أصدقائه الذين يضجون خلفه !

    طأطأ برأسه شارد الذهن ، ولبث كذلك لحظات قبل أن يضحك فجأة ضحكة هستيرية ! ويلتفت إلى الوراء حيث يجلس الآخرين ، فاغرين أفواههم من عدم الفهم ! و بابتسامة خبيثة على طرف فمه قصّ عليهم ما حدث بالضبط !

    قال لهم أن الرعب تملّكه لما اقترب من البوابة وأحسّ بركبتيه ترتعشان رغما عنه ، لكنه عضّ على شفتيه وأقسم أن يدخل مهما كان الثمن.

    دخل ، إلا أنه لم يتوغل كما وعدهم لشدة الظلام وذلك الجو المقبض الذي يشوّك الشعر ! وإنما عمد إلى مكان قريب جدا من الباب - حيث وجدوه - وانحنى بسرعة يدق الوتد اللعين في الأرض كما اتفق.

    كان يمسك المصباح بين فكيه ، ويلتفت بذعر يمنة ويسرة ثم يدق الوتد بحجر دقات خفيفة ، ثم يعاود الالتفات وقد فقد كل تركيز و أصبح كتلة مرتعشة يملؤها الرعب حتى النخاع !

    لم يضرب الوتد في الأرض عميقا ، لكنه قرر الاكتفاء والمغادرة فورا لمّا هاجمته خواطر غير مريحة ! وبدأت تتراءى له خيالات غير عادية !

    هنا وقعت الواقعة ! فما إن انتصب مغادرا حتى انجذب إلى الأرض بعنف وسقط على
    وجهه وقد جحظت عيناه.. ليملأ الدنيا صراخا !


    * * *


    ما مدى شجاعتك ؟


    * * *

    توقف عن السرد وضحك من جديد ضحكته الغريبة ! فصرخوا في وجهه جميعا و نظروا إليه شزرا ليتم القصة !

    كبح ضحكته و عاد للحكي..

    قال أنه بدأ يبكي ويتلوى مكانه محاولا الفرار ، إلا أنه كان مثبتا ! شيء ما كان يجره إلى الأرض !؟

    و وسط الفزع الأسود ذاك ، لمح ما يمسكه..

    إنه الوتد !

    فقد دقّه - بالخطأ - على طرف معطفه الطويل وهو يجلس القرفصاء في غمرة الخوف والتوتر والظلام !

    بلا إضاعة لمزيد من الوقت ، هرع يتحرّر من معطفه ولم يكد يفعل حتى رأى السيارة تركن أمام الباب ورآهم يخرجون منها مذعورين !

    تملّكه الغضب لأنه فزع وبكى من أجل شيء تافه ! لذلك تجاهلهم وتجاهل معطفه الذي بقي مثبتا إلى الأرض بالوتد !

    ضحك كل من في السيارة بصوت عالٍ وقد دخلوا المدينة من جديد ولاحت أضواءها.

    صاح (يوسف) بأن (هشام) نجح في الامتحان وأنه يستحق وسام الشجاعة رغم أن الوتد صرعه !

    و واصلوا الضحك..



    * * *




    تمت بحمد الله
    رفعت خالد














    التوقيع : ahmed king
    ما مدى شجاعتك 49329
    avatar
    MIMO
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 246
    تاريخ التسجيل : 12/09/2009
    الموقع : chicago.gid3an

    ما مدى شجاعتك Empty رد: ما مدى شجاعتك

    مُساهمة من طرف MIMO الثلاثاء فبراير 09, 2010 4:51 pm

    مشكوووووووووووووووووووووور

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 3:05 am