الجولة الثانية : مجالات الحوار والتناصح
المجال الأول : الصلة بالله سبحانه وتعالى
أولاً : الاهتمام بالفرائض والنوافل
وهذه النقاط التي أذكرها نوع من المكاشفة والمصارحة، وليس فيها تخصيص وإنما هي تعميم، يعلم كل أحد أن له حظاً ، وأن له نصيباً ، في الواقع نعلم جميعاً أن أول بدهيات الالتزام بهذا الدين ؛هي الحرص الكبير الشديد على الفرائض والاجتهاد قدر الطاقة في النوافل ، والمسابقة والتنافس في الخيرات، هذا هو المعهود الأليق بالملتزم بدينه ، فضلاً عن الداعي إلى هذا الدين، أو المنسوب إلى زمرة طلبة العلم ، ودعاة الخير، وإننا رغم هذه البدهية ، نجد أيضاً قصوراً عند بعضنا، لا يخفى ما فيه من عدم الملاءمة مع هذه الانتساب للدين ، وللدعوة ، والعلم ، وكذلك يظهر فيه أنه نوع خلل في الفهم ، أو نوع خلل في ضعف الإيمان ، أو نوع خلل على أقل تقدير في الهمة والعزيمة .
أين نحن من الصفوف الأولى في الصلوات ؟ والحديث يوجه إلى شباب الصحوة ، كم نرى عندما يسلّم الإمام من صلاته ، من يقضون بقية الركعات من هؤلاء الأخوة الطيبين ، المقبلين على الخير، وما كان ثمة شيء يشغلهم إلا أحاديث عارضة ، أو قضايا لا يمكن أن تكون مزاحمة لهذا الأمر الأساسي في هذا الدين، ومعلومة هي النصوص المفضلة ، أو الذاكرة لفضل التسابق في الخيرات والمبادرة، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصف الأول (.. ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) ونحن نرى هذا التقصير ، ونعلم من قصص السلف ما هو مناقض لهذا بالكلية ، بل سمتهم الغالبة تصبغهم بغير ما نرى من هذه الصور ، في النقص والخلل .
أحدهم كان ممن يشتغل بالحدادة ، فإذا سمع النداء وهو يطرق حديدته ، لا يعيد طرقها ، بل ينتقل إلى عبادة الله - سبحانه وتعالى - . وأحدهم يلقب بالصفيّ ؛ لأنه ما فارق الصف الأول خمسين سنة . وسعيد بن المسيب - رضي الله عنه - يُذكر عنه أنه ما فاتته تكبيرة الإحرام أربعين سنة . والتبكير للجمعة الذي ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الساعات الست، أيضاً نجد كثيراً من شباب الصحوة وأهل الخير يقصرون عنه، فلا يأتون إلا في أوقات متأخرة ، أو عندما يرقى الإمام المنبر، أو عندما يبدأ خطبته، وما ثمة عائقٍ إلا ما أشرنا إليه من قبل ، أين هؤلاء من قيام الليل ومن المداومة على تلاوة القرآن والمحافظة على الأوراد والأذكار المأثورة ؟ .
كل ذلك لا شك أنهم يأخذون منه بحظ ، لكن بعضاً يكون حظه من ذلك دون الحد المطلوب ، ودون الصورة اللائقة بالمقبلين على الخير المنتسبين للدعوة، فهذه الصور واضحة ، ونحن ننقد أحياناً بعض المقصرين، وربما ينقد الشباب بعض آبائهم ، أو أقاربهم من كبار السن ، على بعض ما يتلبسون به من المعاصي ، لكننا نجدهم يسبقونهم في هذا المضمار، فكثيراً منا لا يوقظه لصلاة الفجر إلا أبوه أو أمه، ولا يسابقه في كثير من المجالات ، إلا من هو أكبر منه سناً من هؤلاء الأقارب، ثم نحن ننقد هذه الصور ، ولا نرى ما لهم من الفضل في مثل هذه الجوانب, وكثيرة هي الأمور الداخلة في هذا الإطار، فإن أيضاً ما يتعلق بالتلاوة والذكر لله - سبحانه وتعالى - فيه قصور كبير عند كثير من هؤلاء .
ونقطة أخرى في مسألة الصلة بالله ، لا نطيل فيها الحديث لظهورها ، ولأن كل واحد منا عنده منها نصيب كثر أو قل ، وكل أعلم بنفسه { بل الإنسان على نفسه بصيرة }
المجال الأول : الصلة بالله سبحانه وتعالى
أولاً : الاهتمام بالفرائض والنوافل
وهذه النقاط التي أذكرها نوع من المكاشفة والمصارحة، وليس فيها تخصيص وإنما هي تعميم، يعلم كل أحد أن له حظاً ، وأن له نصيباً ، في الواقع نعلم جميعاً أن أول بدهيات الالتزام بهذا الدين ؛هي الحرص الكبير الشديد على الفرائض والاجتهاد قدر الطاقة في النوافل ، والمسابقة والتنافس في الخيرات، هذا هو المعهود الأليق بالملتزم بدينه ، فضلاً عن الداعي إلى هذا الدين، أو المنسوب إلى زمرة طلبة العلم ، ودعاة الخير، وإننا رغم هذه البدهية ، نجد أيضاً قصوراً عند بعضنا، لا يخفى ما فيه من عدم الملاءمة مع هذه الانتساب للدين ، وللدعوة ، والعلم ، وكذلك يظهر فيه أنه نوع خلل في الفهم ، أو نوع خلل في ضعف الإيمان ، أو نوع خلل على أقل تقدير في الهمة والعزيمة .
أين نحن من الصفوف الأولى في الصلوات ؟ والحديث يوجه إلى شباب الصحوة ، كم نرى عندما يسلّم الإمام من صلاته ، من يقضون بقية الركعات من هؤلاء الأخوة الطيبين ، المقبلين على الخير، وما كان ثمة شيء يشغلهم إلا أحاديث عارضة ، أو قضايا لا يمكن أن تكون مزاحمة لهذا الأمر الأساسي في هذا الدين، ومعلومة هي النصوص المفضلة ، أو الذاكرة لفضل التسابق في الخيرات والمبادرة، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصف الأول (.. ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) ونحن نرى هذا التقصير ، ونعلم من قصص السلف ما هو مناقض لهذا بالكلية ، بل سمتهم الغالبة تصبغهم بغير ما نرى من هذه الصور ، في النقص والخلل .
أحدهم كان ممن يشتغل بالحدادة ، فإذا سمع النداء وهو يطرق حديدته ، لا يعيد طرقها ، بل ينتقل إلى عبادة الله - سبحانه وتعالى - . وأحدهم يلقب بالصفيّ ؛ لأنه ما فارق الصف الأول خمسين سنة . وسعيد بن المسيب - رضي الله عنه - يُذكر عنه أنه ما فاتته تكبيرة الإحرام أربعين سنة . والتبكير للجمعة الذي ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الساعات الست، أيضاً نجد كثيراً من شباب الصحوة وأهل الخير يقصرون عنه، فلا يأتون إلا في أوقات متأخرة ، أو عندما يرقى الإمام المنبر، أو عندما يبدأ خطبته، وما ثمة عائقٍ إلا ما أشرنا إليه من قبل ، أين هؤلاء من قيام الليل ومن المداومة على تلاوة القرآن والمحافظة على الأوراد والأذكار المأثورة ؟ .
كل ذلك لا شك أنهم يأخذون منه بحظ ، لكن بعضاً يكون حظه من ذلك دون الحد المطلوب ، ودون الصورة اللائقة بالمقبلين على الخير المنتسبين للدعوة، فهذه الصور واضحة ، ونحن ننقد أحياناً بعض المقصرين، وربما ينقد الشباب بعض آبائهم ، أو أقاربهم من كبار السن ، على بعض ما يتلبسون به من المعاصي ، لكننا نجدهم يسبقونهم في هذا المضمار، فكثيراً منا لا يوقظه لصلاة الفجر إلا أبوه أو أمه، ولا يسابقه في كثير من المجالات ، إلا من هو أكبر منه سناً من هؤلاء الأقارب، ثم نحن ننقد هذه الصور ، ولا نرى ما لهم من الفضل في مثل هذه الجوانب, وكثيرة هي الأمور الداخلة في هذا الإطار، فإن أيضاً ما يتعلق بالتلاوة والذكر لله - سبحانه وتعالى - فيه قصور كبير عند كثير من هؤلاء .
ونقطة أخرى في مسألة الصلة بالله ، لا نطيل فيها الحديث لظهورها ، ولأن كل واحد منا عنده منها نصيب كثر أو قل ، وكل أعلم بنفسه { بل الإنسان على نفسه بصيرة }