مصر تحبس الأنفاس
هل ينجح إضراب 6 أبريل في إحراج الحكومة
محيط ـ عادل عبد الرحيم
شعار حركة 6 أبريل | <td width=1>
ساعات معدودة ويحل السادس من أبريل، الذي حددته تيارات معارضة غير مرئية للدخول في إضراب عام وامتناع عن الخروج من المنزل أو الذهاب للعمل، تعبيرا عن الاحتجاج على بعض الأوضاع التي تحتاج لتعديل داخل مصر وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية التي استفحلت معها مشاكل أخرى تابعة لها مثل البطالة والعنوسة، ما يدفع أعدادا كبيرة للانتحار كل يوم بسبب العجز عن مواجهة الواقع الصعب.
وفي هذه الأثناء أخذت أجهزة الدولة تعد العدة لمواجهة اليوم الموعود وذلك بإصدار تعليمات للموظفين بجميع أجهزة الدولة تحظر الغياب أو الأجازات أو حتى الأذونات في هذا اليوم، وذلك للمحافظة على قوام سير حركة الحياة الطبيعية في البلاد ودحض أية أحاديث عن نجاح الإضراب كما حدث في العام الماضي.
فيما سارعت قوات الأمن للانتشار في أغلب الشوارع الرئيسية والميادين الكبرى وذلك لتوصيل رسالة مفادها عدم السماح بأية أشكال للتظاهر أو إعلان الاحتجاجات في هذا اليوم، وأحكمت هذه القوات من تواجدها قرب مقار الأحزاب السياسية ونقابتي الصحفيين والمحاميين.
على صعيد متصل ترددت أنباء تداولتها بعض وسائل الإعلام عن قرب حدوث تعديل وزاري في الأيام القادمة لامتصاص حالة الاحتقان التي يشعر بها الملايين من الشعب المصري بسبب مواجهة عدة أزمات يبدو أنها تستعصي على الحل، من بينها تراجع الخدمات ووجود أزمات خانقة تبدأ بمهمة الحصول على رغيف خبز مدعم وتمتد لطوابير تستغرق الساعات للحصول على بنزين 80.
احتجاجات واسعة شهدها العام الماضي | <td width=1>
بخلاف أزمات أكبر تطول قطاعات عديدة من بينها حالة الركود الاقتصادي واتخاذ إجراءات تضر بمصالح قطاعات كبيرة من العمال مثل التصفية والخصخصة وعدم التعيين، وتضييق ملحوظ على التحركات الاحتجاجية التي كان يسمح لها بالتعبير حتى وقت قريب، بخلاف تزايد الحديث عن قدوم سيناريوهات كارثية جراء كثرة الحديث عن الأزمة المالية العالمية.
وتتفق كافة المؤشرات على أن إضراب 6 أبريل المقبل سيشارك فيه ممثلو بعض النقابات والمهنيون والطلبة وأساتذة الجامعة وكثير من الحركات السياسية الذين أعلنوا بوضوح انضمامهم للإضراب، بل إن المصريين فى الخارج أعلنوا تضامنهم مع الإضراب وسوف ينظمون مظاهرات أمام السفارات المصرية فى واشنطن ولندن وباريس وعواصم أخرى عديدة. وقد استفادت حركة 6 أبريل من نجاح الإضراب فى العام الماضى فأعلنوا أن الإضراب هذا العام يحمل مطالب أربعة:
أولا: رفع الحد الأدنى للأجور إلى مبلغ 1200جنيه بما يضمن أن يحيا المواطن بكرامة ويشعر بالأمان على مستقبله ومستقبل أبنائه.
ثانيا: ربط الأجور بالأسعار.
ثالثا: انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد يضمن الحريات السياسية والنقابية ويحدد فترة الرئاسة بمدتين على الأكثر.
رابعا: وقف تصدير الغاز «لإسرائيل».
وبحسب المراقبين فإن هذه المطالب الوطنية كفيلة لو تحققت بإنهاء معاناة المصريين جميعا. والبعض يرى أن نجاح الإضراب فى العام الماضى وظهور حركة 6 أبريل كقوة وطنية مؤثرة وهذه الاستجابة الواسعة للإضراب يوم 6 أبريل القادم بل وعشرات الاعتصامات والاحتجاجات التى تحدث يوميا فى مصر.
الأمن ينتشر في كل شارع | <td width=1>
كل هذا يؤكد أن تدهور أحوال المعيشة فى مصر يشكل حالة غير مسبوقة حتى أصبحت الحياة مستحيلة بمعنى الكلمة على ملايين المصريين.. والمؤسف أن التذمر الاجتماعى الذى تبدو مظاهره كل يوم فى الشارع المصرى لا يستوقف انتباه الحكومة كثيرا ولا يدفعها إلى مجرد التفكير في تغيير سياساتها.. فالحكومة ببساطة يرى الكثيرون أنها لم تعد تعبأ باحتجاج المصريين لأنها مطمئنة إلى قدرتها على قمعهم والتنكيل بهم في أي لحظة..
يذكر أن إضراب العام الماضي لم تقتصر حدوده داخل العاصمة المصرية القاهرة بل تخطى حدودها وامتد للمحافظات ووقت عمليات تخريبية واسعة واجهتها الشرطة بحملة اعتقالات طالت مئات الشباب الذين لم يفرج عنهم سوى بعد شهور عدة، لكنهم على ما يبدو لم يستوعبوا الدرس جيدا وأعلنوا قراراتهم بالمشاركة أيضا في إضراب هذا العام... على أية حال ربنا يستر!!